- انْهَارَ حلم الرئيس الصيني، مبادرة الحزام و الطريق BRI, أو طريق الحرير الجديد
- كتاب One Road, Many Dreams: China’s Bold Plan to Remake the Global Economy
انْهَارَ حلم الرئيس الصيني شي جن بنغ Xi Jinping، في إقامة نظام عالمي جديد بعد أن أبطأ فيروس كورونا ( مبادرة طريق الحزام )، مما دفع المبادرة إلى أن تصبح غير مجدية ماليًا.
انْهَارَ حلم الرئيس الصيني، مبادرة الحزام و الطريق BRI, أو طريق الحرير الجديد
اضطرت الصين إلى تقليص القروض والاستثمارات الجديدة في إطار مبادرة الحزام والطريق بسبب إنكماش اقتصاد البلاد، والذي تفاقم بسبب فيروس كورونا.
أنخفض الإستثمار الصيني إلى ٤٧ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠٢٠ – وهو انخفاض هائل بنسبة ٥٤ في المائة في عام واحد فقط، كما تم ملاحظته من قبل مركز مبادرة الحزام الأخضر والطريق، وهو منظمة بحثية.
(( المخطط يمثل ألاستثمارات الصينية في الخارج منذ بداية المبادرة ٢٠١٣ ولغاية ٢٠٢٠ ))
(( الشكل رقم ٣ : ألانخفاض ( اللون ألاحمر ) / النمو ( اللون ألاخضر ) في إستثمارات مبادرة الحزام والطريق ))
تسبب فيروس كورونا في وصول استثمارات ( مبادرة الحزام والطريق BRI ) إلى أدنى مستوى لها منذ بدء المشروع الضخم في عام ٢٠١٣، حتى الحكومة الصينية أضطرت لقبول هذه الحقيقة.
(( شكل رقم ٤ : إستثمارات مبادرة الحزام والطريق في مختلف القطاعات ))
وقال وانغ شياو لونغ، المدير العام لإدارة الشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية الصينية
( الشركات المساهمة في أستثمارات BRI )
” إن ٢٠ في المائة من مشاريع مبادرة الحزام والطريق تأثرت بشكل خطير، بينما شهدت ٣٠ إلى ٤٠ في المائة الأخرى تأثرت بشكل سلبي “
في عام ٢٠٢٠، شهد الاقتصاد الصيني معدل نمو بلغ ٢.٣ ٪ ، وهو أدنى مستوى نمو منذ عام ١٩٧٦.
كان حجم الإقراض الخارجي للصين بحجم البنك الدولي مع بعض التقلبات في العقد الماضي.
وشهدت ارتفاعًا هائلاً بعد الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق في عام ٢٠١٣
ومع ذلك، فقد تراجعت بشكل كبير الآن، حتى لو بدأ العالم في التعافي من الأزمة الاقتصادية.
(( أستثمارات الصين في قطاع الطاقة لـ BRI ))
هناك تقارير تفيد بأن الإقراض بموجب مبادرة الحزام والطريق قد انخفض من ٧٥ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠١٦ إلى ٣ مليارات دولار أمريكي فقط في عام ٢٠٢٠
إلى جانب ذلك، فإن مشاريع ( مبادرة الحزام والطريق BRI ) متورطة في ظل مشكلات مختلفة مثل
( الفساد وانعدام الشفافية المالية وشروط القروض غير العادلة والمخاوف من حدوث فخ الديون، والآثار الاجتماعية والبيئية السلبية )
حتى في باكستان، حليفة الصين في جميع الأوقات، يمكن استكمال ٣٢ مشروع فقط من إجمالي ١٢٢ مشروعًا تم الإعلان عنها بموجب مبادرة الحزام والطريق حتى الآن.
في عام ٢٠١٩، نمت تجارة الصين مع الدول التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق إلى ١.٣٤ تريليون دولار أمريكي، مما يمنح الدول المقترضة إحساسًا بالنمو الاقتصادي.
وفقًا لبحث من جامعة بوسطن، تركز نصف الالتزامات المالية على النقل والبنية التحتية والتوزيع.
مشاريع المتعلقة بالطيران 
مشاريع متعلقة بسكك الحديد
مشاريع متعلقة بالطرق ( طرق السيارات )
مشاريع متعلقة بالطرق ( الخطوط البحرية / مشاريع النقل البحري / موانيء )
تعتبر المشاريع في إطار هذه القطاعات مهمة للغاية بالنسبة للبلدان المقترضة لزيادة معدل نموها.
( ألاستثمارات الصينية ضمن مبادرة الحزام والطريق, في مجال الطاقة ( نفط وغاز ) وفي مجال الطاقة ( النظيفة )
ومع ذلك، سيتأثروا الآن سلبًا، لأن نقص الاستثمار سيؤدي إلى تأخير المشاريع غير المكتملة أكثر وقد ينتهي بها الأمر، ألى التخلي عنها.
أجبر معدل النمو المنخفض الحكومة الصينية على تشديد الانضباط المالي والعمل على المخاطر المالية، وهو ما قد يترجم إلى إنخفاض إحتمالات أن تقوم الحكومة الصينية بضخ الأموال في مشاريع ( مبادرة الحزام والطريق )، الآن.
وفقًا لمنظمة الأبحاث المستقلة Rhodium Group ، بدأ ( تقدم أو نمو ) مشاريع BRI في ( التباطؤ ) حتى قبل تفشي فيروس كورونا.
وأكد بحث المنظمة
” أن الاستثمار الصيني أصبح راكدًا، بل وتباطأ في معظم بلدان العالم النامي في السنوات الثلاث الماضية “
كانت الصين في بداية نشاطها الإستثماري لجذب الدول الأفريقية والآسيوية النامية أو الفقيرة التي تحب المشاركة الاقتصادية.
ومع ذلك، تسبب تفشي فيروس كورونا في ( إفلاس ) ملايين الشركات الصينية وتعطيل التدفق النقدي، مما أحدث تأثيرًا كبيرًا على اقتصاد البلاد.
الآن سيؤدي الانكماش في الإقراض الصيني إلى توسيع فجوة الإقراض الخارجي أيضًا.
مع تعثر مبادرة الحزام والطريق، ستتأثر الصورة الدبلوماسية للصين كشريك تنمية يمكن الاعتماد عليه.
لا تأمل مجموعات البحث المستقلة كثيرًا في عودة مبادرة الحزام والطريق إلى المسار الصحيح.
قال جيمس كرابتري، الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة
” يتعين على الصين أن تسير بخطى شديدة الحذر، لأن الدول ( التي أخذت ألاموال للإستثمار ) في مبادرة الحزام والطريق تريد ( إلغاء ) قروضها، بينما يعارض الصينيون الإنفاق الخارجي في مثل هذه الأوقات الصعبة “
وقال كرابتري، مشيرًا إلى أن أيام مجد مبادرة الحزام والطريق قد ولت
” في مواجهة التباطؤ الطاحن ( للإقتصاد ) بعد الوباء، فإن الصين لديها أموال أقل بكثير لتنفقها على البنية التحتية باهظة الثمن في إفريقيا وأماكن أخرى “
وأشار برادلي باركس، المدير التنفيذي لمختبر الأبحاث AidData، إلى
” الصعوبات في أنشطة البناء، والتي من شأنها أن تؤدي إلى ( تباطؤ كبير ) في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق “
وقالت شركة المحاماة العالمية نورتون روز فولبرايت
” إن التأثير طويل المدى للوباء على مشروعات مبادرة الحزام والطريق سبب حقيقي للقلق “
” مع استدامة التمويل لمشاريع مبادرة الحزام والطريق التي تشكل تحديًا بالفعل، ومن المتوقع تعبئة رأس المال الصيني لتلبية احتياجاتها المحلية أولاً، فإن الوباء والتباطؤ الاقتصادي الناجم عنه سيكونان بمثابة نكسة أخرى وقد يدق ناقوس الموت، بالنسبة لبعض مشاريع مبادرة الحزام والطريق “.
شركة المحاماة العالمية نورتون روز فولبرايت
كتاب
One Road, Many Dreams: China’s Bold Plan to Remake the Global Economy
Stephen Minas
١٢ أذار / مارس ٢٠٢١
كانت التداعيات الاقتصادية للوباء عالمية، لكنها ليست متساوية
إذا كانت عمليات الإغلاق التي غالبًا ما تكون ضرورية قد أدت بشكل موحد إلى أضرار اقتصادية، فمن الواضح أن الآثار طويلة المدى على الاقتصادات الوطنية ستحددها مجموعة من العوامل
* النجاح أو الفشل في احتواء الفيروس
* منع “الموجات / موجات الفيروس ” اللاحقة
* الكمية و جودة الإنفاق ( ألاموال ) التحفيزي
* السرعة في تطعيم السكان
التغييرات المستمرة في عادات العمل والمعيشة لدينا قد تؤثر أيضًا، للأفضل أو للأسوأ، على شروط التجارة لأي بلد معين.
باختصار، يتم إعادة ضبط مسارات نمو الاقتصادات الوطنية، ومعها يتم إعادة ضبط نقاط القوة والضعف النسبية للبلدان في ” الوضع الطبيعي الجديد ” الناشئ.
السؤال المفتوح هو كيف تتكيف الدول بشكل جيد مع هذه البيئة الجديدة.
إلى أي مدى لا تزال استراتيجيات ما قبل ٢٠٢٠ مناسبة للغرض ؟
في الفترة التي سبقت الوباء، سرعان ما أصبحت مبادرة الحزام والطريق- استراتيجية الصين لإعادة توجيه التنمية الاقتصادية العالمية لصالحها- عاملاً رئيسياً في الخطط الاقتصادية لعشرات البلدان النامية في الغالب.
الأمر الأكثر وضوحًا هو تمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة – السدود ومحطات الفحم والسكك الحديدية والجسور.
ألاقل وضوحا، من خلال بناء سلاسل التوريد المتمركزة في الصين والترويج للمعايير الصينية في مجموعة متزايدة من الأنشطة، من التمويل إلى الكهرباء إلى البيانات.
كيف تتغير مبادرة الحزام والطريق استجابةً للوباء بالنسبة للصين وشركائها ومنافسيها.
ومع ذلك، لا تزال أهمية مبادرة الحزام والطريق محل خلاف عميق.
كانت المبادرة الضخمة بمثابة اختبار ( inkblot / أختبار نفسي لأظهار الشخصية الداخلية, يتم خلال ألاختبار عرض رسومات, والطلب من الشخص المعني شرح ما يراه هو, لهذه الرسومات ), (( هذا الكلام يخص مؤلفي الكتب حول المبادرة ))
تكشف مؤلفاتهم أكثر من مساهمات علمية أو أدبية ضخمة حول هذا الموضوع ( مبادرة الطريق والحزام ),بل تكشف هذه المؤلفات عن وجهات نظر مؤلفيها أكثر من كونها حول ( مبادرة الحزام والطريق ) نفسها.
إن تسليط الضوء على مبادرة الحزام والطريق هو هدف كتاب ( طريق واحد، أحلام متعددة : خطة الصين الجريئة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، بقلم Daniel Drache, A.T. Kingsmith and Duan Qi )
العنوان هو تلاعب بالمصطلح الصيني لمبادرة الحزام والطريق ، ” حزام واحد ، طريق واحد”، والرئيس شي جن بينغ ” حلم الصين ” لتجديد الشباب الوطني.
صدر في عام ٢٠١٩، تاريخ نشر الكتاب قبل ظهور فيروس كورونا، لا ينتقص من أهميته اليوم.
إن الوباء، وهو اختبار قاسٍ لنقاط القوة والضعف الوطنية، هو أيضًا اختبار ضغط مستمر للمشاريع العابرة للبلدان التي لا تعتمد فقط على حركة البضائع والعمال عبر الحدود، ولكن أيضًا على قوة العلاقات الثنائية.
في هذا السياق، يرقى كتاب “طريق واحد ، أحلام عديدة” إلى وجهة نظر تفصيلية لمبادرة الحزام والطريق كما كانت عندما كان العالم يقف على حافة الوباء ( قبل الوباء ).
يوفر هذا خط أساس مفيد لرؤية التطورات اللاحقة.
المؤلفون في وضع جيد لتقديم تقييم قائم على أسس تجريبية للاقتصاد السياسي لمبادرة الحزام والطريق.
* دانيل دراش Daniel Drache : أستاذ فخري للعلوم السياسية بجامعة يورك بكندا.
* كينغسميث A.T. Kingsmith : مرشح لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة يورك
* دوان كي Duan Qi : أستاذًا مساعدًا للاقتصاد في جامعة بي هانغ بالصين.
إنهم يهدفون إلى
” تقديم مبادرة الحزام والطريق- BRI للمتخصصين غير الصينيين ”
من خلال تقديم أمثلة ملموسة للعديد من المشاريع التي تشير إلى نمو هذه المبادرة.
في هذا الكتاب، ووفقًا للمبدأ القديم القائل “الهواة يتحدثون عن ألاستراتيجية، المحترفون يتحدثون عن عمليات النقل والتوصيل ” ، يتعمق المؤلفون في البنية المالية والقانونية لمبادرة الحزام والطريق.
الكتاب مقسوم إلى جزئين رئيسيين.
الأول ، ” نظرة الصين القائمة على المصالح وليس العداء والصداقة، العميقة ” ، يدرس نموذج مبادرة الحزام والطريق لتطوير البنية التحتية ، و ” الثنائية ” غير المتكافئة لعقد صفقات مبادرة الحزام والطريق ، والدور المركزي للبنوك الصينية المملوكة للدولة في تمويل المشاريع.
والثاني، ” طموح بكين العالمي ” ، يتوسع في التفاصيل للنظر في التأثير الأوسع لمبادرة الحزام والطريق على السياسة والحوكمة العالمية.
تعكس الكلمة الختامية للكتاب ” نحو عام ٢٠٤٩” التطور المستقبلي لمبادرة الحزام والطريق.
جمع المؤلفون ثروة كبيرة من التفاصيل حول ” التفاصيل الدقيقة والمهمة ” في معاملات مبادرة الحزام والطريق ، مع توفير سياق تاريخي واقتصادي حيوي حول سبب تقدم الصين لهذا النموذج الخاص من التعاون – ولماذا وجدت هذا العدد الكبير من الشركاء الراغبين بالانضمام لها.
على سبيل المثال ، تعرضت مبادرة الحزام والطريق لانتقادات واسعة النطاق بسبب ( تدني معايير البيئة والعمل ) في العديد من المشاريع.
يشرح دراش وزملاؤه هذا الأمر كنتيجة للنهج المفضل لمعاملات مبادرة الحزام والطريق، والذي يطلق عليه
” narrow ledge contractualism “
يؤكد المؤلفون أن هذا النهج يحدد بوضوح – وبشكل ضيق – التزامات الأطراف الصينية في اتفاقيات مبادرة الحزام والطريق ، وهي بعيدة كل البعد عن ” مبادئ البيئة الخضراء ، وحماية حقوق الإنسان ، ومعايير العمل والتوظيف العالمية “.
أدى النقد المستمر لهذا ( النهج الصيني ) إلى مبادرات مختلفة لـ “لتعديل شروط العقود ” لمبادرة الحزام والطريق.
مع وجود أكثر من ١٥,٠٠٠ عقد من عقود مبادرة الحزام والطريق- BRI ، فإن تحقيق نتائج بيئية واجتماعية أفضل سيكون مهمة ضخمة.
المؤلفون إلى حد ما ( أقل ثقة ) عند استخلاص إستنتاجات شاملة لا تستند بالضرورة إلى تحليل الكتاب.
التأكيد على أنه ( من قبل المؤلفين )
” يجب أن يكون واضحًا الآن أن العولمة قد دخلت مرحلة جديدة وخطيرة وغير متوقعة مع تفكك الأممية الليبرالية ” ربما هو تفسير لـ الأيام الفوضوية لرئاسة ترامب ، أكثر من كونه دليل على تفوق مبادرة الحزام والطريق المقدمة في هذا الكتاب.
هذا ليس كتابًا عن الأممية الليبرالية، والتي أثبتت أنها أكثر مرونة مما يفترض ( منتقدوها ).
بشكل عام ، نجح هذا الكتاب في جلب ” الشك الذي تمس الحاجة إليه ” لتحليل مبادرة الحزام والطريق.
يجد المؤلفون
” القليل من ( الغيرة ) بشأن الحرب الخاطفة للإستثمار من قبل الحكومة الصينية ، وهو ما يمكن تسميته تكتيكات استثمار المعاملات الصعبة للحصول على أفضل صفقة ممكنة “.
ومع ذلك، كما لاحظوا
” الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك “.
يكمن هذا التعقيد جزئيًا في
” الأحلام العديدة “
للبلدان التي وقعت على مبادرة الحزام والطريق.
تختلف وجهات نظرهم بشكل طبيعي عن وجهات نظر النخبة في الحكومة الصينية – أو خصومها.
كُتب في دستور الحزب الشيوعي الصيني في عام ٢٠١٧
” من المرجح أن تبقى مبادرة الحزام والطريق هي السياسة الصينية، طالما ظل شي جن بنغ الزعيم الأعلى، وربما لفترة أطول “
يقدم كتاب
One Road, Many Dreams: China’s Bold Plan to Remake the Global Economy
مساهمة قيمة في فهم هذه الأجندة المترامية الأطراف.
